هل تنجح المدارس اليابانية والمعاهد اليابانية في مصر؟؟
بلا شك أن مصر خلال هذه الفترة تحاول النهوض بالبلد من جميع النواحي سواء العسكرية أو الاقتصادية أو التعليمية أو غير ذلك، وهذا في حد ذاته ممتاز وهو ما يهدف إليه ويرجوه الشعب المصري في القريب العاجل بمشيئة الله تعالي.
ولذلك بدأت وزارة التربية والتعليم في تطبيق النظام التعليمي الياباني في صورة المدارس اليابانية، وعلي الفور أعلن الأزهر الشريف دخوله في هذا المشروع وإنشاء المعاهد اليابانية، وهذا في حد ذاته أيضــًا جيد، وتطبيق التعليم الياباني في مصر سينهض بالتعليم المصري.
لكن؟
هل هذه الدراسات تحاول نقل الفكرة اليابانية إلي مصر بدون فهم ما يحيط بها من ملابسات، لا يمكن أن تنجح التجربة اليابانية في مصر بدون فهم هذه الملابسات.
1- فهم طبيعة الشعب الياباني، فليست المشكلة في نقل فكرة التعليم الي مصر الغالية، لكن الشعب الياباني يضع أمامه هدف من التعليم، فليس كأي شعب في العالم.
2- لابد من فهم طبيعية الأسرة في اليابان، فالرجل يخرج لعمله طوال يومه، لكن المرأة تترك عملها تمامــًا وتتفرغ لتعليم أبنائها وتضع التعليم لابنها أو بنتها في المرتبة الأولي في حياتها، وليس تعليمه دراسيــًا وفقط بل تعلمه الأخلاق، واحترام الأب وتقول لابنها أو بنتها أن الأب لابد من احترامه من جميع أفراد الأسرة بداية من الأم ودائمـًا تنحني تواضعــًا لزوجها وتعلم أولادها الاحترام.
3- التعليم عندهم ليس تعلميــًا دراسيــًا وفقط بل تعلميــًا عامــًا وشاملاً.
الحقيقة الأهم التي يغفل عنها كثير من الناس
كانت رسالة الدكتوراه الخاصة بي عن الدين الرسمي في اليابان وهو مزيج من العادات والتقاليد والنظام الأسري والتعليمي في اليابان، وتوصلت إلي حقيقة مهمة جدًا قالها معظم الكتاب الأجانب عن اليابان، وقالها أيضــًا السفير المصري الأسبق في اليابان عبد الفتاح شبانة، لا يمكن نقل أي تجربة عن اليابان بدون دراسة للشعب الياباني وكيفية تطبيقه للأمور في حياته، فأي تجربة تنقل بدون الاعتماد علي الدارسين لحياة الشعب الياباني ودينة وعاداته وتقاليده لن تفي بالغرض المطلوب.
د. أحمد رمضان